تقرير حول فعّاليات الملتقى الوطني: «واقع الأسرة المسلمة في ظل وسائل الاتصال الحديثة»
د. سعيدة عباس/ شهدت قاعة المناقشات «إسماعيل يحيى رضوان» بكلية العلوم الإسلامية بجامعة باتنة 1 يوم الإثنين 28 آفريل 2025 انطلاق أشغال الملتقى الوطني الموسوم بـ: «واقع الأسرة المسلمة في ظل وسائل الاتصال الحديثة»، والذي نظمه مخبر «الفقه الإسلامي ومستجدات العصر»، وبرئاسة الدكتورة «نوارة دري» بالتعاون مع الدكتورة «منوبة برهاني» رئيسة للجنة العلمية، والدكتورة «سامية …

د. سعيدة عباس/
شهدت قاعة المناقشات «إسماعيل يحيى رضوان» بكلية العلوم الإسلامية بجامعة باتنة 1 يوم الإثنين 28 آفريل 2025 انطلاق أشغال الملتقى الوطني الموسوم بـ: «واقع الأسرة المسلمة في ظل وسائل الاتصال الحديثة»، والذي نظمه مخبر «الفقه الإسلامي ومستجدات العصر»، وبرئاسة الدكتورة «نوارة دري» بالتعاون مع الدكتورة «منوبة برهاني» رئيسة للجنة العلمية، والدكتورة «سامية جبارة» رئيسة للجنة التنظيمية.
أُفتتح الملتقى بآيات من الكتاب الحكيم ثم الاستماع للنشيد الوطني، لتتوالى الكلمات الترحيبية من القائمين على الملتقى، بداية من رئيسة الملتقى ثم مديرة المخبر الدكتورة «صليحة بن عاشور»، ليُعلن الدكتور «عبد اللطيف بعجي» نائب عميد كلية العلوم الإسلامية افتتاحه.
عرف الملتقى مشاركة كوكبة من الأساتذة والأستاذات من جامعات الوطن تم توزيع مداخلاتهم على ثلاث جلسات؛ بدأت الجلسة الأولى برئاسة الدكتورة «الخامسة مذكور» بالمداخلة الأولى للدكتور «شهر الدين قالة» بعنوان: «المقومات التي تحفظ الأسرة المسلمة من التحديات التي تواجهها» حيث أشار فيها إلى أهم ما يميز الأسرة المسلمة ويجعلها قادرة على مواجهة ما يحد من رسالتها، ثم كانت المداخلة الثانية للدكتورة «حجيبة شيدخ» من جامعة باتنة والتي عنونتها بـ: «دور المرأة في التمكين للأسرة في ظل التحديات التي تواجهها»، وضّحت من خلالها الأدوار المنوطة بالمرأة المسلمة -والتي قد تتغافل عنها نتيجة لمتغيرات على أصعدة عديدة- بداية بالتربية التي تعد وظيفتها الأساسية وصولا للقيادة، لتأتي المداخلة الثالثة بعنوان: «تحصين الأسرة المسلمة في العصر الرقمي رؤية نفسية تربوية للوالدية الإيجابية» للدكتورة بقسم علم النفس «حنيفة صالحي» أثارت فيها جوانب نفسية للمشاركة الفعّالة للاب في ظل انحساره دوره نتيجة للتحديات التي يُواجهها المجتمع الجزائري بصفة خاصة، لتختتم الجلسة بالأستاذة «حسينة فريجة» من مديرية التربية بالمسيلة بورقتها البحثية حول «مدى عناية المناهج التربوية بالتعريف بمقومات الأسرة وترابطها» أشارت فيها إلى افتقار كتاب التربية الإسلامية للطور الثانوي من القيم الأسرية التي تُعنى بالأسرة ومحوريتها ودورها.
بعدها كانت الجلسة الثانية برئاسة الدكتور «محمد العايب» بمداخلة الدكتورة «زبيدة الطيب» من جامعة الأمير عبد القادر قسنطينة بعنوان: «دور وسائل التواصل الاجتماعي في تراجع الحس القومي والإنساني لدى الأسر في العالم العربي: الحرب على غزة أنموذجا» وقد حرّكت مشاعر الحضور وأشعلت التفاعل الوجداني، وقد تطرقت للقضية الفلسطينية ودورنا نحوها في ظل انحسار التفاعل معها بالرغم مما مكّنته لنا مواقع التواصل في التعريف بها وإظهار مساندات بعض شعوب العالم الغربي، كما اهتمت المداخلة بالدور السياسي للأسرة أو التربية السياسية في ظل التسمم السياسي كما أسمته، والذي أبعد الأسرة عن هذه الوظيفة والتي تُسهم في الحراك الإيجابي نحو القضية، لتأتي مداخلة طالب الدكتوراه بجامعة باتنة «بلال سحقي» بعنوان: «صناعة القدوات الحسنة وأثره على الأسرة المسلمة في مواجهة التحديات المعاصرة» تحدث فيها عن أهمية القدوة في عصر طغت فيه المحتويات الهابطة التي صنعتها مواقع التواصل الاجتماعي مستدلا بأدلة من السنة النبوية، بعدها تدخلت الدكتورة «فتيحة بوشعالة» من ذات الجامعة بورقة بحثية موسومة بـ: «تراجع وظيفة الأمومة وتداعيات ذلك على الأسرة الجزائرية» ركّزت فيها على وظيفة الأمومة باعتبار المرأة الركيزة الأساسية للأسرة، وهي الوظيفة المقدمة على جميع الوظائف ما حذى بكثير من القوانين والجمعيات المعادية للأسرة تحييدها وإعلان الحرب عليها، ثم أشارت لبعض سبل العلاج المقترحة، وكانت المداخلة الرابعة للدكتور «عبد الحليم بوشكيوة» من جامعة جيجل بعنوان: «الحماية القانونية للأسرة من الجرائم الماسة بالأخلاق عبر وسائل الاتصال الحديثة»، ذكر فيها أن الحاجة للحماية القانونية تزداد في غياب أو تراجع الوازع الأخلاقي والذي ينتج عنه خلل انحلال وانحراف للمراهق وهو الهاجس الأكبر للأسرة، وذكر بعضا من تلك الجرائم الإلكترونية ذات العلاقة بمواقع التواصل الاجتماعي كالتشهير والاعتداء على الحياة الخاصة، في الأخير أشار إلى عدم وجود مواد قانونية تجرم تلك الأفعال في العالم الرقمي، لذا على الأسرة حماية أفرادها بالرقابة وحجب المواقع الإباحية وبتعاون دولي، واختتمت الجلسة بمداخلة الدكتورة «فايزة محمدي» من جامعة باتنة المعنونة بـ: «اتجاهات الأم الجزائرية نحو قنوات يوتيوب الصحة النفسية: قناة هشام زكاغ أنموذجا»، وهي دراسة تحليلية تطرقت إلى دوافع المتابعة من خلال قراءة كيفية للمتابعات، وإلى المحتوى الذي ينشره الطبيب هشام صاحب القناة والجانب المادي الذي طغى على بعض محتوياته في المقابل زيادة اهتمام المرأة بالجانب التعليمي والدراسي للأبناء على حساب جوانب أخرى.
أما الجلسة الختامية فقد ترأسها الدكتور: «علاوة بوشوشة» فكانت المداخلة الأولى مع الدكتور «علي ميهوبي» من جامعة الأمير عبد القادر بعنوان: «التحديات والمتغيرات التي تواجه الأسرة مع تسارع وسائل الاتصال الحديثة» حدّد فيها المشاكل التي تهدد الأسرة بداية بالاختيار والكفاءة بين الزوجين والوقاية ثم أشار إلى تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الأسرة في ذاتها وعلى هويتها وربط ذلك كله بالواقع الحياتي المعاش، أما المداخلة الثانية فكانت للدكتور «اليمين شباح» من جامعة الوادي بعنوان: «وسائل التواصل الاجتماعي والأسرة المسلمة تحديات وحلول مقاصدية» تعرّض فيها لتعريف مواقع التواصل الاجتماعي كمدخل مفاهيمي، وآليات تأثيرها على مقاصد الأسرة وتناول كل كلية على حدة، وجاءت مداخلة الدكتورة «رشيدة حشاش» حول سلبيات مواقع التواصل الاجتماعي التي طغت على إيجابياته، وحددت صور تلك السلبيات كغياب الرقابة الوالدية وتسرب القيم الدخيلة والفراغ العاطفي وعدم التمييز بين الواقع والافتراضي، وأشارت إلى سبل الحد منها كتعزيز ثقافة الحوار والتربية الإعلامية، أما المداخلة الرابعة فكانت للدكتور «رحيمة أوسيف» من جامعة باتنة الموسومة بـ: «وسائل التواصل الاجتماعي ودورها في حياة المرأة المسلمة وأثر ذلك على أسرتها: إشكالات وحلول» بعد التطرق للتعريفات الأولية عرّجت على دور الوسائل التواصلية في حياة المرأة من جوانب عدة؛ كالجانب الديني والمهني والترفيهي، ثم أشارت إلى بعض الحلول، وختاما تفضلت الدكتورة «مروة خلخال» بالمداخلة الأخيرة المعنونة بـ: «دور الأسرة المسلمة في تعزيز القيم الإسلامية والتحديات التي تواجهها»؛ فكان ملخص المداخلة إشارة لمجمل التحديات وقسمتها لتحديات داخلية كالخلافات الزوجية وغياب أو استبدال القدوات، وأخرى خارجية كالإعلام الموجه والمتغيرات القيمية والحضارية.
رُفعت الجلسات بفتح باب النقاش بين الحاضرين الذين أثروا محاور الملتقى برؤى واقتراحات متنوعة، لتتلو الدكتورة «حجيبة شيدخ» التوصيات والتي تضمنت تعزيز نشر الوعي بمكانة الأسرة والمرأة عبر مختلف النشاطات الأكاديمية والدعوية، وضرورة تفعيل دور الوالدين على حد سواء في تحمل مسؤولية الأسرة، وفي الختام أعلنت رئيسة الملتقى رفع أشغال الملتقى وتوزيع الشهادات على الحضور.