TEKNOFEST العلامة الفارقة في النهضة بالأجيال
أ. يمينة عبدالي/ TEKNOFEST ركيزة النهضة التكنولوجية في تركيا ونموذج عالمي لصناعة جيل واعٍ ومنتج منذ انطلاقه في عام 2018، حيث أصبح مهرجان تكنوفيست أكثر من مجرد حدث سنوي؛ بل تحول إلى حركة وطنية تسعى إلى إعادة تشكيل المشهد التكنولوجي في تركيا، وتعزيز مكانتها كدولة منتجة للتكنولوجيا، وصناعة جيل شاب واعٍ ومبدع. يُعد «تكنوفيست» اليوم …

أ. يمينة عبدالي/
TEKNOFEST ركيزة النهضة التكنولوجية في تركيا ونموذج عالمي لصناعة جيل واعٍ ومنتج منذ انطلاقه في عام 2018، حيث أصبح مهرجان تكنوفيست أكثر من مجرد حدث سنوي؛ بل تحول إلى حركة وطنية تسعى إلى إعادة تشكيل المشهد التكنولوجي في تركيا، وتعزيز مكانتها كدولة منتجة للتكنولوجيا، وصناعة جيل شاب واعٍ ومبدع.
يُعد «تكنوفيست» اليوم من أكبر المهرجانات العالمية في مجالات الطيران والفضاء والتكنولوجيا، حيث يجمع بين المنافسات التقنية، والعروض الجوية، وورش العمل، والمعارض، ليشكل منصة شاملة للابتكار وريادة الأعمال.
النشأة والتطور
أُقيم تكنوفيست لأول مرة في مطار إسطنبول الجديد في سبتمبر 2018، بتنظيم من مؤسسة فريق التكنولوجيا التركي (T3) بالتعاون مع وزارة الصناعة والتكنولوجيا التركية، وبمشاركة واسعة من مؤسسات حكومية ومؤسسات خاصة بالإضافة إلى الجامعات. ومنذ ذلك الحين، شهد المهرجان نموًا متسارعًا، حيث ارتفع عدد المشاركين من 20,000 في عامه الأول إلى أكثر من 1.6 مليون مشارك في عام 2024، موزعين على 790,000 فريق، مع جوائز مالية ومادية تجاوزت قيمتها 86 مليون ليرة تركية.
ففي سنة 2018 بلغ عدد الزوار حوالي 500 ألف، مع تسجيل 80 ألف مشارك. وفي سنة 2019 شارك أكثر من 50 ألف متسابق من 122 دولة، بحضور بلغ 1.75 مليون شخص. وفي سنة 2020 رغم الجائحة، تقدّم أكثر من 100 ألف مشارك في 23 فئة. وفي سنة 2021 ارتفع عدد الفئات إلى 34، وتقدم 36,984 فريقًا.
أما لاحقًا، فقد توسع المهرجان ليُقام في مدن تركية متعددة، مثل أنقرة وإزمير وسامسون، كما نُظمت نسخة دولية في أذربيجان وشمال قبرص التركية.
أهداف المهرجان
يهدف تكنوفيست إلى تعزيز الوعي التكنولوجي من خلال تقديم التكنولوجيا بشكل تفاعلي وجذاب، كما يسعى المهرجان إلى رفع مستوى الوعي المجتمعي بأهمية التكنولوجيا في الحياة اليومية. بالإضافة إلى تشجيع الإنتاج الوطني حيث يُركز المهرجان على دعم المشاريع المحلية، مما يسهم في تقليل الاعتماد على التكنولوجيا المستوردة وتعزيز الاكتفاء الذاتي. ويعد هذا المهرجان متنفسا للهواة والشباب المبدع وذلك بدعم الابتكار وريادة الأعمال بفتح المجال للمسابقات المتنوعة وإتاحة فرص للعرض، حيث يوفر هذا المهرجان منصة للشباب لعرض أفكارهم وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتنفيذ. ولا يقتصر على فئات معينة بل تفتح المسابقات أمام طلاب المدارس بكل أطوارها أيضا.
الفعاليات والمنافسات
يتضمن المهرجان مجموعة واسعة من الفعاليات والمنافسات منها:
المسابقات التقنية: وتشمل مجالات متعددة مثل الذكاء الاصطناعي، الطائرات بدون طيار، الروبوتات، السيارات الكهربائية، وتكنولوجيا الفضاء، تصميم السيارات الطائرة، الذكاء الاصطناعي، الأنظمة غير المأهولة تحت الماء، تكنولوجيا التعليم، الابتكار في التكنولوجيا الحيوية، التصميم الهندسي لمحركات الطائرات، محاكاة الطائرات بدون طيار ضمن أسراب، الأمن السيبراني (هاك إسطنبول)، مسابقة كأس العالم للطائرات المسيّرة.
والعروض الجوية: تُقدم فيها فرق مثل «Solo Türk» و «النجوم التركية» عروضًا جوية مبهرة تجذب الزوار من جميع الأعمار، كما تعرض شركات محلية وأجنبية منتجاتها وابتكاراتها في مجالات الدفاع، التكنولوجيا، والطاقة، بالإضافة إلى عرض أول سيارة طائرة تركية «جزري» (Cezeri).
قمة الشركات الناشئة (Take Off): قمة عالمية تجمع رواد الأعمال من مختلف الدول لتبادل الأفكار وعرض مشاريعهم الناشئة.
ورش العمل والمعارض: حيث توفر فرصًا للتعلم والتفاعل مع أحدث التقنيات، وتشجع على تبادل المعرفة بين المشاركين.
تأثير TEKNOFEST على النهضة التكنولوجية في تركيا
تكنوفيست جزءٌ لا يتجزأ من استراتيجية تركيا للتحول إلى دولة منتجة للتكنولوجيا، من خلال تشجيع الشباب على الابتكار وتوفير الدعم اللازم، حيث ساهم المهرجان في إطلاق أكثر من 150 شركة ناشئة، بعضها بدأ في التصدير إلى أكثر من 20 دولة. ولم يقتصر تأثير «تكنوفيست» على تركيا فقط، بل أصبح له صدى عالمي، حيث شارك في نسخة عام 2024 مشاركون من أكثر من 100 دولة كما تم تنظيم نسخة دولية في أذربيجان عام 2022، مما يعكس الطموح التركي في تصدير نموذج المهرجان إلى دول أخرى. وبهذا يمكن القول أن تكنوفيست علامة فارقة في مسيرة تركيا نحو الريادة التكنولوجية إقليميًا وعالميًا.
TEKNOFEST وصناعة الجيل المنتج
من خلال توفير بيئة تعليمية تفاعلية، يسهم تكنوفيست في تنمية مهارات الشباب في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات (STEM). كما يشجع على التفكير النقدي، والعمل الجماعي، وحل المشكلات، مما يُعد الشباب لمواجهة تحديات المستقبل بثقة وكفاءة.
وبهذا يُعدُّ تكنوفيست نموذجًا ناجحًا لكيفية استخدام التكنولوجيا كأداة للتنمية الوطنية وبناء جيل قادر على الابتكار والإنتاج، من خلال دمج التعليم، والترفيه، والتحدي، كما يُلهم المهرجان الشباب لتحقيق طموحاتهم والمساهمة في نهضة بلادهم، مما يجعله تجربة فريدة تستحق الدراسة والتكرار في دول أخرى تسعى لتحقيق أهداف مماثلة.